ما أن تحدد ذكرى يوم التأسيس، حتى رأينا النساء يتهافتن على شراء البراقع للاحتفاء به، رغم أنه ليس للبرقع أي علاقة بهذا اليوم لا من بعيد ولا من قريب.
وهذا ما جعل أسعار البراقع ترتفع بشكل جنوني من خمسة ريالات إلى أن أصبحت مئتان ريال، وكأن النساء اكتشفوا للتو واللحظة قيمة البرقع المعنوية وقرروا إعادة أمجاده، وإحياء ذكراه بذكر هذا اليوم المجيد..

لا شك أن البرقع هو أحد رموز إباء الصحراء وشموخ المرأة البدوية، ولكن يبدو حب الإبداع وإضافة التميز لهذا اليوم جعلتهم يبتكروا له صرعة تُغير من حياتهم الرتيبة، ويجعل منه علامة فارقة لا تُمحي من ذاكرتهم، ليس ذلك إلّا لامتنانهن بتضحية الأب الروحي للمملكة الفتية سيدي المغفور له الملك عبدالعزيز أسد الصحراء.

حقيقة، لا أعلم من أين لاحت لهن فكرة ربط البرقع بيوم التأسيس رغم أن البعد بَون هذا وذاك. 
فالتأسيس قام على أساس الدعوة للتوحيد ونبذ الكفر والشرك الذي انتشر في أنحاء الجزيرة آنذاك والهدف من الاحتفال بذكرى التأسيس تثقيف الاجيال والمجتمع كافة، وكيف كانت احوالهم بين البدع والشرك والخرافات والفقر والحروب القبلية وكيف أصبحنا بعد تأسيس مملكتنا الحبيبة على يد الإمام محمد بن سعود في منتصف القرن الثامن عشر ..

وغدت تقام لذلك ندوات وفعاليات لتذكير المواطنين وخاصة جيل الشباب بأبرز الإنجازات التي كان لها دور بارز في سموها بين الأمم.

   بقلم الكاتبة: شفاء الوهاس _ جدة